وقفت بعد تلك المكالمة مصدومة.. متأثرة بما حدث.. مرت علي كل الأيام الجميلة التي قضيناها معا (مع أني لم أنسها يوما).. كما مرت علي أشهر القسوة والعذاب والكآبة.. وشعرت بنوع من التناقض.. أحسست أني كنت سلبية مع ابن عمتي في تلك المكالمة.. لكن ما ألبث أن أقول لا.. لا أريد أن يغضب أبي مني ثانية.. أكان تصرفي صحيحا؟!
ابن عمتي يسكن في قلبي.. لكن عقلي يحاول طرده ونسيانه دون جدوى.. صحيح أنني لم أعد متعلقة به كما في السابق.. لكنني ما زلت أحتفظ بمشاعر حميمة تجاهه.. لقد حاول أن يتواصل معي عدة مرات وبطرق مختلفة.. لكنني لم أكن أتجاوب معه.. كنت أذكر موقف أبي.. ولم أرد أن أخون ثقته مرة أخرى.
لكن السؤال هو: هل خنت من أحبه.. صحيح أنه تعرض لما تعرضت له... لكن أجزم أن وقع ما حدث كان مضاعفا بالنسبة لي.. وأظن أن سبب ذلك هو أبي.. ماذا سأفعل لو اتصل بي؟ ماذا سأفعل لو رأيته.. ولابد أن أراه عاجلا أم آجلا فنحن عائلة.. قبل ما حدث كنت أرتبك قليلا عند رؤيتي له.. فما بالك بالآن بعدما حدث.. وبعدما آلت إليه حالي من الضعف.. كيف سأواجهه إذا رأيته؟!
أحيانا أتخيل أني لو رأيته فسوف يقع قلبي أرضا ويغمى علي.. وأحيانا أتخيل أني "سأستفرغ" كما حدث معي من قبل، لا أدري ماذا أفعل.. أعلم أنه علي أن أتصرف وكأن شيئا لم يكن وأتجاهله فحسب، لكن هذا صعب، أعلم أني لن أكون طبيعية عندما أراه.
أرجو أن لا تقولوا إن هذا مجرد حب أطفال ومراهقين وإنك تهولين الأمر، لا.. بل كان حبا حقيقيا ما زال في خلجات قلبي يسكن بهدوء متخفيا عن الأنظار.. لكن في نفس الوقت لن أعود إلى ما كنت عليه قبل علم أهلنا بالأمر أعتقد أنني أستطيع نسيانه.. لكن إن لم أره.. لكن في حالتنا سوف أراه طبعا وذلك ما سيكون من الصعب التعايش معه ومحاولة نسيانه واقتلاعه من قلبي.
أرجو أن تفيدوني بشرح وافٍ لحالتي وما علي فعله إذا اتصل أو رأيته، وكيف أبني صداقات مع بنات صفي في السنة الدراسية القادمة بعدما أخذوا عني تلك الفكرة بأني هادئة (بحالي)، علما بأن حياتي الاجتماعية مع الناس بشكل عام عادت عادية والحمد لله، لكن المشكلة مع بنات صفي.
وأعتذر كل الاعتذار عن طول رسالتي ولكم كل الاحترام.
زوارنا الأعزاء .. كانت هذه استشارة من فتاة عمرها 17 عامًا تتحدث فيها عن تجربة عاطفية مرت بها .. ويسعدنا تلقي مشاركاتكم وتعليقاتكم عليها، وذلك عبر البريد التالي:
holol@iolteam.com.
المشاركة الأولى
التاريخ: 6-7-2007
الاسم: AMNA..FAIROUZ
العنوان: إلى صاحبة مشكلة "بنت 17 تكتوي بآلام الحب والفراق"
اختي الفاضلة ..
لم تكوني خاطئة في تصرفك في الانقطاع عن الاستجابة الى محاولات ابن عمتك في استعادة تلك المشاعر او الايام، و ليس ذلك بالسلبية و لا تستجيبي لتلك الكلمات التي تصور موقفك بالسلبي اتجاه هذا الامر، بل احيي فيكي حرصك على الثقة التي منحها والدك اياكي بعدما تمت تسوية الامر بينكم و عاد الى طبيعته معك .
اختي الفاضلة .. هناك امرا من امرين:
- اما ان يكون هناك اطارا شرعيا لعلاقتكما من خطبة او كتب كتاب..الخ، وبالطبع في حالة الخطبة يجب الالتزام بالضوابط الشرعية من حديث و رؤية و عدم انفراد...ألخ الى ان تتخرجا و تنهيا دراستكما و تستطيعا اقامة حياة اسرية مستقلة و يكون الزواج وقتها هو ترجمة فعلية لحياتكما المشتركة .
- و اما ان تبقى علاقة رحم في اطار العلاقة الاسرية بدون اي اضافات اخرى، مع الالتزام فيها بالاحترام المتبادل و الاخوة مع التحفظ فيما عدا ذلك، ولا تخشين من المواجهة معه و بالطبع هذا امر واقع بحكم العلاقة الاسرية.
و لكن ان حدث لقاء اسري خذي الامر بيسر و استعيني بالله و اذا ما حاول الحديث معك في امر علاقتكما اطرحي عليه هذين الاحتمالين:
اما ان تبقى علاقتكما في اطار شرعي بموافقة الاهل .. او انها تبقى علاقة اسرية مع الاحترام و التحفظ .
و تأكدي انك على صواب فيما تفعلينه من عدم استجابة له فيما يحاول، و إذا كان صادقا فيما يحاول فيه فعليه خيار من الاثنين الذي سبق ذكرهما، وليس لهما بديل ثالث .
هذه وجهة نظري و اتمنى ان تكون افضل الحلول المناسبة .. و اسال الله لك التوفيق و النجاح و خير الزوج الصالح
في امان الله
AMNA..FAIROUZ
المشاركة الثانية
التاريخ: 9-7-2007
الاسم: د.محمد مصطفى
العنوان: مشكلة "ماذا تفعل لو كنت مكانها؟"
بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكِ
قرأت رسالتك، وتعليقي هو:
قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون) .. وقال سبحانه
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أيصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن ...) .. وقال تعالى
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) .. وقال رسول الله: (ما اجتمع رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما).
وقال بعض السلف عندما سُئل عن طريقة يغض بها بصره،: اعلم أن نظر الله تعالى إليك أسبق من نظرك إلى الحرام .
وبعد هذه النصوص يتبين أن الخيانة هي خيانة الله ورسوله بمخلفتة أوامرهما، وكذا خيانة ولي أمرك، بتضييع ما أوتمنتي عليه من أمانات.
أما قولك أنك تخشين أن تكوني خنتي ابن عمك، فلعمري إن خيانتك هذه (المزعومة) هي تلكم الأمانة التي -بفضل الله عليك- حافظتي عليها، بعد التفريط فيها.
أرجو أن يثبتك الله على هذا،ولكن هذا الثبات يفتقد إلي توبة بأن تعلمي أنما كا يصدر منك في علاقتك المشبوهة السلفة لا يرضي الله ولا رسوله ، فاندمي علي ذلكواقلعي عن كل ما شابه ذلك حاضراً، ومستقبلاً، واشتغلي بدروسك، وستشعرين بفرحة هذه التوبة، وستعودين إن شاء الله مع ربك، ومع أهلك وزميلاتك خيراً مما كنت من قبل، والقلوب بينأصبعينمن أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
واتقِ الله في ابن عمك لا تشغليه بأمرك هذا في سنه تلك، بل وأرسلي له برسالة -مع ابن عمك- تعلنين فيها توبتك عما سلف ، وبيني له أنك تحبين الله وتخافيين ألا يغضب علي، وحبك لله يفوق حب كل أحد فهو سبحانه الودود الغفور الستير الروؤف، التواب الكريم، وادعوه إلى التوبة.
قال تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المسلمون لعكم تفلحون).
د. محمد مصطفى (غفر الله له)