إعدام أبو تريكة!!
--------------------------------------------------------------------------------
27 اغسطس 2009 21:54 ايميل طباعة تعليق
--------------------------------------------------------------------------------
ما الذي حدث لأبو تريكة؟ سؤال يدور على ألسنة العامة والخاصة.. ويجري من الأفواه للآذان سراً وعلناً.. وذلك بعد المستوى المتذبذب الذي أصبح عليه معشوق الغلابة.. وتاجر السعادة.. وحامل أختام الغلابة في مصر.. وعموم إفريقيا والعالم العربي.
ولأن أبو تريكة صاحب الشعبية الكبيرة هو مزاج العقول ومهدئ النفوس ومروّض الأمزجة، فإن الغالبية -إن لم يكن الكل- يشعر أن الرجل أبو ملايين قد تغيّر وأصبح إنساناً آخر.. الكرة لم تعد تطاوعه.. والأهداف أصبحت في غير متناول قدمه.. والتمريرات أصبحت مقطوعة، والتصويبات طائشة أو معدومة العافية.
ولكن لأن أبو تريكة له حائط صد عملاق يناظر قوة وتحمل السد العالي وصلابة وفتونة أهرامات الجيزة من محبة الجماهير على اختلاف ألوانها؛ فإن الكثيرين يخشون أن يقتربوا من هذه المنطقة، ويؤثرون غلق أفواههم بالضبة والمفتاح، ولو فتحوها يغمون أعين الجماهير؛ خوفاً من أن يقفوا معهم في نفس الخندق دون البحث عن حل، والحديث فقط عن عظمة أبو تريكة -والعظمة لله وحده من قبل ومن بعد، ويطالبون الجميع بالصبر على الفنان الذي كم أسعد الناس، وأدخل عليهم الفرحة، مثل فرحة اليتيم بملابس العيد الجديدة، وتنطيط طفل صائم لأول مرة وهو يستقبل أذان المغرب.
يحدث هذا من قبيل الخوف من محبة الجموع لأبو تريكة، دون النظر في البحث عن أسباب ذلك، وطرق الوقاية والعلاج، حتى يعود لنا أبو تريكة الذي نعرفه بشحمه ولحمه، وفنه، وموهبته، وتصويباته، وتمريراته، وقبل كل ذلك ابتسامته التي لا تفارقه في الصعب قبل السهل، في الخشونة المتعمَّدة قبل التشجيع الجماهيري.
وحسب رؤية العبد لله فإن ما كان يشكو منه أبو تريكة عن بحثه عروض الاحتراف في الخليج والملايين التي كان سيحصل عليها ومشاركته في مونديال الأندية للمرة الرابعة، هو بالتأكيد إنجاز لم يكن للاعب غيره يستطيع أن يحققه -على الأقل في القريب العاجل- ما يزال لها تأثير في نفس الفتى الذهبي، وأنها تركت غصة في نفسه برغم من أن كل شيء انتهى وبقى أبو تريكة مضغوطاً عليه، بعد أن استخدم البعض ضده سلاح حب الجماهير، وأخذ من أبو تريكة توقيعه وموافقته على البقاء، والتجديد بسيف الحياء -وما أخذ بسيف الحياء فهو حرام- وهو أحد أهم أسباب ما فيه أبو تريكة الآن برغم غلقه هذا الملف وترديده أنه راضٍ وموافق بما قسم له!!
وهناك سبب آخر قد يأتي قبل السبب السابق أو في نفس الدرجة من الترتيب والأهمية والمساواة في كل شيء، ألا وهو تأثر الفنان نفسياً وبشدة من رحيل معلمه ووالده الروحي البرتغالي مانويل جوزيه، وهو الأمر الذي ترك شرخاً شديداً في نفسية تاجر السعادة، وأصبح مثل الطفل التائه من أمه في المولد، أو زحمة ليلة رؤية الهلال.. فأصبح الرجل مشوشاً، ومشتت الذهن، وناقص التركيز، ومبتعداً تماماً عن أبو تريكة الذي نعرفه.
والشيء الغريب أن ما توصلنا له يعرفه هؤلاء -المسئولون- جيداً ولكنهم لا يُحركون ساكناً ليضعوا الحل، فما يهمهم هو إلهاء العامة والخاصة بأن الفتى الذهبي لا يزال باقياً أمام أعينهم، أما تراجع مستواه فهو ليس بأيديهم؛ لأنهم حسب ما يروجون راضوه وأكرموه والكرة الآن في ملعب الفنان.. وهذا الشيء للأسف يُشبه الإعدام لأبو تريكة، يجب أن يقف الكل بجواره خاصة وأن الآمال معقودة عليه في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010، وحتى لا نحمّله أكبر من طاقته فالآمال معقودة عليه هو وزملاؤه، إلى جانب عودة الأهلي للبطولة الإفريقية للأندية أبطال الدوري ومن ثم كأس العالم للأندية.
والحل -بعد أن يتقبل الله صيامكم وورعكم وسجودكم وقيامكم في كلمتين، لماذا لا يزور أبو تريكة جوزيه في البرتغال بشكل دوري على حساب الأهلي ولو مرة كل شهر حتى 'نفطم' أبو تريكة -واحدة واحدة- ونكسبه؟؟ وفي هذا ليس نقصاً من الكابتن حسام البدري المحترم، والذي يقوم بكل جهد لاستعادة ما فعله جوزيه، ولو على الأقل ليستخدمه في بلوغ انتصاراته كما فعل جوزيه!!
المصدر : بص وطل
الكاتب : عمرو كمال
تنوية هام : يؤكد موقع im2all.com انة غير مسؤول عن صحة او مصدقية اى خبر يتم نشرة نقلا عن مصادر صحفية او تليفزيونية او الكترونية، وانه لا يتحمل اى مسؤولية قانونية او ادبية قد تنتج عن اضرار ناجمة عن مثل تلك الاخبار، وانما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الاوساط الاعلامية المصرية والعربية والعالمية لتقديم خدمة اخبارية متكاملة، ضمن خدمات اخرى كثيرة، لمستخدمية الاعزاء.